حرية المرأة قضت في كمين الأوهام، فبعض الأمنيات النسائية ليست إلا اقتباسات موروثة، والمثير هو كيف تختزل المرأة كل مستقبلها برجل لا بنفسها، وتسرف بالأمل وبالانتظار!
تعتقد الحرية أن النساء مثلها كونها أنثى، بينما تباغتها المرأة وتبحث دون أن تدري عن قيود متراكمة لا مناص من فكها على غرار من سبقنها، تتمثل لها الحياة، كل الحياة، على هيئة رجل، لأن من طبع الأحلام أن تتغذى على الأمنيات.
تغافل الأنثى موطن الحرية لتلحق وهم الحياة الأزلي، فقد علموها كيف تحتمي بظل رجل، ونسوا أن يعلموها كيف يكون الرجال، ولَيْتَهُم علموها كيف تكون الحياة حين ترحل الأوهام بعيدا عن متاجر الخيال، لوعلموها كيف تلتقي بنفسها أولاً قبل انتظار فارس يحملها إلى غيب مجهول.
ولأنك تحتاجين مزيداً من الحرية ومزيداً من الوجود، ولأنك في رغبة لامتناهية للمزيد منك، تريدين رجلاً معك لا خلفك على جسر الوصول. بعضهن مازلن ينظرن إلى شرفات الحياة المرصوفة بأمل من حجارة يقطر ترسبات أفكار بالية، غادرها النضوج كزهرة ذابلة حزناًعلى ريحان يافع غادر حدائق أيامها.
في ظل حروب عالمنا الباردة والحارقة، المستترة والظاهرة، وفنون الدنيا والدمار، والتطور العلمي السريع، ورغم الزمن والمحن، وهجر الرؤى والأمل، ما زال الرجل دعاء الأمهات لبناتهن، ومازال يفوت القطار، والحزن يلاحق من لم تتعثر به وغدرها حظها الأشعث ورماه القدر لأخرى، وتبقى هي تنتظر رجلا ليصبح زوجاً لتملك حياة، لتكون أقل غربة معه في عالم خلقت وكبرت به، لأن المرأة لهم مفعول به وليست فاعلا، وهي تعيد ترتيب الوجود، والمستقبل يزحف إلى الوراء ككل مستقبل مبني على ما قال الماضي لجيل أو لأجيال سابقة، جيل غارق بمفاهيم يمليها قاموس عبودية المجتمع المتجدد، وتجهل أن تلك الأفكار هي جنين قابل للتشكل أو للاندثار أو للانهيار.
تنبهتُ رغم أني لم أغفل يوماً عن الأمر، إلى أن الرجل والولد وكل ما يرتبط بهما هو كل ما يشغل حياة بعض النساء، فوجدت نفسي بين ذراعيّ الأفكار أغازل من تَنَحَّت عن منصب الباحثة عن رجل، للتفرغ للبحث عن نفسها.
تذكري أن طنين الحرية ينبع من مرسى الحلم، وأن الحظ لا يحتاج إلى رجال، يحتاجك أنتِ، حظك صناعة دقيقة، وحدك تمليكن حرفية تلك الصناعة، لأن الأحلام لا تتجدد وحدها، الخيبات هي التي تتجدد.
الارتباط برجل ليس جنساً أو ولداً أو خاتماً أو صوراً تستعرضينها أمام صديقاتك، الارتباط برجل يعني حياة، فهل تملكين جرأة اختيار حياتك القادمة.
لا ترتبطي برجل… ارتبطي بنفسك …
لا ترتبطي برجل بل ارتبطي بأحلامك إن التقت ذلك الرجل، وإن كانت الأمومة تؤرقك فأحسني اختيار أب لأبنائك… فهو لم ينتظرك يوماً ليبدأ حياته، بل ليكملها معك …
ارتبطي بشريك لا برجل… بحبيب يراك كمرآتك الواثقة، كروح تقطن عينيك …
فالأمان أن تكوني “أنتِ”…
جلنار
ديسمبر 9, 2015
جمييلة ..
ديسمبر 13, 2015
روعه…
ديسمبر 13, 2015
جميلة جدا .. احببتهها ♥♥
ديسمبر 16, 2015
رائعه ♡
ديسمبر 16, 2015
ابدعتي ورائع جدا ما سطرت وحقيقي ما تكتبين
ديسمبر 17, 2015
كم هي جميلة كلماتك فهي تلمس بداخلي كل فكرة خطرة لي و كل جملة لم اقلها ، ابدعتي
ديسمبر 23, 2015
من اجمل ما قرات اليوم اكثر من رائعة
ديسمبر 23, 2015
روعة
ديسمبر 31, 2015
j’adore ta façon d’aborder les choses
يناير 8, 2016
الأمان أن تكوني “أنت” ..
معك كل الحق ..رغم أني صغيرة في السن إلا أني أبحث عن رجل لا أدري لماذا ..لا أدري هل ولدت هكذا أم أني تأثرت بالمجتمع عن غير قصد ..لكنه أمر مؤلم و مضجر أن تعيشي فقط من أجل رجل و كأنما نحن النساء خلقنا لهم و ليس لنكون كائنا قائما بحد ذاته